قبيل خريف سيهطلُ ناراً-محمود محمد أسد - سوريا
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

قبيل خريف سيهطلُ ناراً

  محمود محمد أسد    

رويداً رويداً أتيْتُ
أجرُّ النّدوبَ
وألعقُ سُمَّ الغباء
تسافرُ ريحي ، وآذانُ قلبي
على كلِّ باب…
أتيتُ لألعنَ تلك الجرائدَ
تلك السنين التي حمَّلَتْها
بريح النّفاق …
وأزكتْ لظاها على كلِّ نابٍ
وفي كلِّ يومٍ يطلُّ علينا
حملْتُ إليها صديدَ الجِراحِ
صديدَ الحروفِ الغريبة …
أراها تبوحُ بذلِّ السّؤالِ
تبيع ضفائرَ شَعْرٍ كسيرٍ
سَبْتهُ المسافاتُ بعدَ ضياعِ الحقيقةِ 
                            وموتِ البنين …
                          *  *  *
رويداً وَضَعْتُ الجفاءَ
وضعتُ القصائدَ
قبل رحيلِ المغيب
أجيء الى خاطري في المساءِ
أقبِّلُ لسعَ العتابِ
وألثِمُ عوسجَ قلبي
لأجمع ريحانَ بوحٍ
يقاتِلُ حتّى يجيءَ الرّبيع …
أجلْ فالطّريق يبابْ . 
وكلُّ الأماني ستطرق ذكرى المخاض…
ستطرق بؤسي
وتصنَعُ منهُ رصيف انتظار …
         *            *           *
رويداً … رأيتُ الدّموع سلاح الجناةِ
سياج البغاةِ الذين
أباحوا الظّلام …
وخبزَ اللّصوصِ وقد كبَّلوهُ
بدمعِ الصّغارِ
رأيتُ البهاءَ يدنَّسُ ،
تسقطُ منه النقاوةُ بعد الصّلاةِ
وقبل الصلاةِ يُلاك البياضُ…
وصحوةُ أمّي أمامي
وشيبُ ضفائرِها يذرف الدّمعَ
يحكي بكلِّ الّلغاتِ الشّفيفةْ …
وما زلْتِ صمَّاءَ عمياءَ قبل الصّلاة
وبعد الصّلاة وعندَ تلاوةِ
      أمِّ الكتابْ …
وما زلْتُ جمراً على قارعات الجفونِ
أجَلْ, لم تعدْ للصّلاة ثيابٌ
تعرَّتْ أمامَ السّهامِ التي
تستبيح البراءَ ه …
ظنَنتُ السّنينَ ستقدرُ يوماً
ستقدرُ غَسْلَ العفونةِ فيكِ
ولكن طباعَ اللئامِ تبثَ سمومَ الولادهْ
                        إلى أن تموتَ البداية…
فراحوا يبيعون وعظاً وحرفاً
يبيعون كرهاً وحقداَ …
وماذا ترى بعد هذا الوصال ؟
وماذا تقول لإبليسَ عصري وبيتي ؟
لشيطانَ خبزي وقلبي
وأنتَ تراه يمثِّلُ دربَ النقاءِ
يعبِّدُ جسر الخلاصِ
     …*        *              *
رويداً وأنت تراهُ يصوم ، يصلِّي
ويرفع صوت البراءة …
ولكنْ تراهُ أمامكَ باعَ العشيرَ
وباعَ الصّديقَ
وأزكى الّشقاقْ.. 
رويداً أصوغُ الوقائعَ
أجمَعُ كلَّ الغصونِ
عساها تعيدُ السَّناءَ
فأخشى عليها
فلستُ المصدِّقَ عيني …
                       ولَسْتُ المصدَّقَ
لو جاءَ كلُّ الشّهودِ وحلَّفْتُهمْ
أنّني سوفَ أبقى عدوَّ النهارِ
عدوَّ الحقيقةِ
تلك التي ليس فيها غبار .
فليس أمامي سوى أنْ أغرِّدَ فرداً
عساها تقومُ القيامةُ قبل انقضاءِ خريفِ الفراق …

 *****



 
  محمود محمد أسد - سوريا (2011-04-07)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

قبيل خريف سيهطلُ ناراً-محمود محمد أسد - سوريا

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia